لا يكاد أحد من مستخدمي الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة في الوقت الراهن لا يستخدم تقنية «التعرف على الوجه»، وهو أمر طوعي واستخدام شخصي، لكن هل يمكن أن تُلتقط صورتك من حسابك الإلكتروني ويتم الاحتفاظ بها في قاعدة بيانات دون إذنك؟.
فعلى سبيل المثال، سمحت التقنية للمستخدم -على سبيل المثال ضابط شرطة يبحث عن المشتبه به بقضية ما- بتحميل صورة لوجهه والعثور على مطابقات في قاعدة البيانات التي تم جمعها من الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، فيما قامت منظمة حماية الخصوصية «مؤسسة الحدود الإلكترونية» في بريطانيا بترتيب حملات تقوم مطالبها على رفض استخدام الحكومات لتقنية التعرف على الوجه بموافقة أو دون موافقة الأشخاص، وعدم التعامل مع الشركات الخاصة التي تستخدمها.
وتبعا لـ«بي بي سي نيوز»، قال كبير الحقوقيين في المنظمة شوارتز: «عندما تعامل الشرطة المجتمع بأكمله كمشتبه بهم من خلال توجيه (على سبيل المثال) الكاميرات المحمولة وأجهزة التعرف على الوجه إلى كل من يمشي من أجل العثور على المشتبه بهم، فإنهم يعاملون الجميع كمجرمين وهذا أمر مدمر للثقة والسلامة العامة».
ويضيف «هذه التكنولوجيا خطيرة للغاية، وما تحتاجه وكالات إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم هو العمل الجاد لإصلاح علاقاتهم مع المجتمعات التي يخدمونها، وبناء الثقة».
وبينما يقر بجدوى استخدام «التعرف على الوجه» في مساعدة المجتمع وحل جرائمه، يقول شوارتز: «الثمن باهظ للغاية عندما يتعلق الأمر بمواجهة المراقبة»، مشدداً على تهديدها لحرية التعبير والاحتجاج، وانتهاك الخصوصية، وعدم الدقة في الكشف عن الأفراد من خلفيات عرقية مختلفة.
كما أعلنت شرطة جنوب ويلز البريطانية، أنها أول قوة بريطانية تطور وتستخدم تقنية التعرف على الوجه في الوقت الفعلي لتحديد الأشخاص المطلوبين من خلال تطبيق جديد على هواتف الضباط المحمولة.